الحمد لله منزل الفرقان , على سيد ولد عدنان , بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام , آية للرسول خالدة , ومعجزة له باقية , حجة لله على خلقه , من اهتدى به هُدي , ومن ضل عنه عمي , كتاب لا تنقضي عجائبه, فيه الأسرار البديعة, والمعاني العظيمة, دعا الله إلى تدبره فقال: ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)[النساء:82].
وأبواب التدبر كثيرة, ووسائله الموصلة إليه متعددة, وتأمل آيات القرآن والبحث عن تفسيرها من القرآن نفسه هو من وسائل التدبر , وأول طريق من طرق التفسير, ولقد كان لبعض طرق التفسير نصيبًا من جهود الباحثين ,فهناك رسائل علمية في تفسير الصحابة , وفي تفسير التابعين , وفي التفسير اللغوي, وبقي من هذه الطرق طريقان هما : تفسير القرآن بالقرآن , وتفسير القرآن بالسنة , ولعل القارئ الكريم يتفق معي أن الأولى البدء بهما , فهما المقدمان على غيرهما, فاستعنت الله تعالى بتناول الجانب التأصيلي لتفسير القرآن بالقرآن, ولعل ّالله يُيسِّر من يكمل بقية جوانبه, فجاء في مبحثين, إليك تفصيلهما :
المبحث الأول: مقدمات في تفسير القرآن بالقرآن
وفيه ستة مطالب :
المطلب الأول: أهمية تفسير القرآن بالقرآن.
المطلب الثاني: تعريفه.
المطلب الثالث: طريقة الوصول إليه.
المطلب الرابع: حجيته.
المطلب الخامس: مصادره .
المطلب السادس:ما يطلب من المفسر في تفسير القرآن بالقرآن.
المبحث الثاني : تأصيل الجانب التطبيقي لتفسير القرآن بالقرآن
وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول: أقسام القرآن من جهة البيان .
المطلب الثاني: معتمد الربط بين الآيات .
المطلب الثالث: أوجه تفسير القرآن بالقرآن .